هل مبارك هو من قتل السادات؟ بحث قيم
حسن الجنديفي 08 فبراير/2011،
الساعة 09:10 مساءًا
هذا البحث وبحوث أخرى كتبت منذ سنوات ولكن لخوف الجميع من ظهور الحقيقة كاملة كان الصمت يخيم علينا ،
أعتقد أنه حان الوقت للبحث الجاد وراء شخصية (محمد حسني مبارك) وبحيادية تامة ، مع العلم أن هذا البحث هو ملك للدكتور / أشرف شاهين - الباحث المصري في القانون الدولي بسويسرا ، وقد قمت ببعض الإضافات وبعض التعديلات بحيث لا أغير من لب البحث ، وإليكم البحث كاملاً
الشعب المصري الذي في يوم ما أطلق على السادات “بطل الحرب والسلام” لديه قناعة بأن مبارك لم يأمر باجراء تحقيقات حقيقية في جريمة اغتيال السادات لأن مبارك نفسه يقف وراء ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء.
والسبب الحقيقي لتلفيق اتهامات ضد سعد الدين إبراهيم هو محاولاته فك ألغاز وطلاسم هذه الجريمة وشرع منذ 5 سنوات في تشكيل لجنة محايدة مستقلة لاجراء تحقيقات لمعرفة الفاعل الرئيسي فيها.
وكان مبارك منذ نحو أعوام قد غضب كثيراً بسبب قيام صحيفة الميدان وهى صحيفة محلية مستقلة بنشر صورة جثة السادات وكانت تلك هي أول مرة يرى فيها الرأي العام في مصر والعالم كله هذه الصورة التي كانت تعتبر سراً كبيراً لمدة 22 عام ،
هذا وقد أمر مبارك بفصل الصحفي المسئول عن نشر الصورة كما صدرت أوامر عليا لكل الصحف سواء كانت حكومية أوغيرها بعدم نشر هذه الصورة مرة أخرى.
لدى مبارك أسباب وجيهة كثيرة لكي يحجب المعلومات الخاصة باغتيال السادات ويرفض اجراء تحقيقات حقيقية كاملة ونزيهة لكشف غموض هذه الجريمة.
وكانت جريدة العربي الناصري قد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 19-6-2005 تقريراً مبني على أقوال أحد الشهود مفاده أن السادات كان ينوي طرد مبارك وتعيين غيره نائباً لرئيس الجمهورية ،
كان السادات قد أخبر مبارك بعزمه تعيين غيره في أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات في الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك و يشك في نواياه. و في صباح يوم السادس من أكتوبر من عام 1981 أي قبل ساعات من اغتيال السادات عين السادات الدكتور/ عبد القادر حاتم نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من حسني مبارك إلا أن القرار
الخاص بذلك كان سيجهز ويوقع بعد الاستعراض العسكري ،
هذا وقد نشرت الجريدة المذكورة صورة للسادات وهو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر وطبقاً لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجري من خلف ظهره اتصالات مع العائلة المالكة السعودية التي كانت قد قطعت العلاقات معه بعد توقيعه معاهدة السلام مع اسرائيل.
أما المؤسسة الدينية السعودية المتطرفة المرتبطة بالعائلة المالكة هناك فقد أحلت دم السادات لأنه عقد صلح وسلام مع “اليهود أعداء الله”. وقد رد السادات في تحدي بقوله "إن السعوديون كانوا رعاع ونحن الذين علمناهم التمدن”. أما العائلة المالكة في السعودية فقد قالت بأنها لن تتعامل مع مصر أبداً طالما ظل السادات في الحكم.
كان السادات قد اتخذ قرار مفاجئ وغير مفهوم في عام 1975 بتعيين الفريق / حسنى مبارك قائد القوات الجوية نائباً لرئيس الجمهورية. وكانت التقارير قد أوضحت في ذلك الوقت أن زوجة السادات القوية السيدة / جيهان هي التي توسطت لدى السادات لتعيين مبارك في هذا المنصب
حيث أن
زوجة السادات النصف بريطانية تمت بصلة قرابة لزوجة مبارك النصف بريطانية. وكان مبارك قد أطلق شائعات بعد ذلك مفادها أن حكومة الولايات المتحدة هي التي ضغطت على السادات لتعيين حسنى مبارك نائباً لرئيس الجمهورية ،
ويستغل مبارك هذه الإشاعة للترويج لإشاعة أخرى أطلقها
هو أيضاً تقول أن الأمريكان هم الذين أغتالوا السادات.
ولكي يثبت مبارك أقدامه في منصبه الجديد الذي استكثره عليه الجميع الذين أذهلتهم مفاجأة تعيينه فيه ... قام بتعيين رجاله في المناصب الحساسة والهامة في الجيش والشرطة والمخابرات ومجلس الوزراء وغيرها.
وكان العميد / محمد عبد الحليم أبو غزالة - مدير فرع المدفعية بالجيش الثاني الميداني واحد من أكثر من يثق فيهم مبارك بالجيش ، لأنه يمت له بصلة قرابة فضلاً عن أنهما من نفس دفعة الكلية الحربية لعام 1949 كما أنهما أمضيا سوياً بالإتحاد السوفيتي عدة سنوات في بعثة تدريبية ،
ولذا فقد عينه
مبارك بعد حوالي سنتين من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية ملحقاً حربياً في واشنطن كخطوة أولى في خطة ترقية وتقدم وتصعيد مذهلة أعدها مبارك لقريبه أبو غزالة.
إلا أنه بعد 3 سنوات أي في عام 1980 أصدر الفريق
/ أحمد بدوي - وزير الدفاع قراراً بتعيين أبو غزالة مديراً للمخابرات الحربية ،
ولما رأى مبارك أن قرار أحمد بدوي يتعارض مع خطته التي أعدها لأبو غزالة .. إتصل مبارك بأبو غزالة وقال له "لا تنفذ أوامر أحمد بدوى واستمر في واشنطن".
والجدير بالذكر أن مبارك عين أيضاً في واشنطن شقيق زوجته النصف بريطاني العميد طيار / منير ثابت كمدير لمكتب مشتريات السلاح بالسفارة هناك وكانت المباحث الفيدرالية الأمريكية قد سربت لجريدة الواشنطن بوست بعد تولي مبارك الحكم معلومات مفادها أن منير ثابت يرتكب
مخالفات مالية جسيمة بنقل الأسلحة الأمريكية التي تمولها الحكومة الأمريكية على سفن يمتلكها هو وصهره حسنى مبارك وشوقي يونس وغيرهم ،
وقد كفى مبارك على الخبر ماجور و لم يأمر باجراء تحقيق واكتفى بكلام إنشائي
وفي بداية عام 1981 عين حسنى مبارك - أبو غزالة رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة ،
وفي 6 مارس أي بعد شهرين فقط مات الفريق / أحمد بدوي الذي يبغضه مبارك ومعه 13 من قيادات الجيش في حادث طائرة هيليكوبتر.
والغريب أن أبو غزالة لم يكن على متن هذه الطائرة إذ أن كبار ضباط الجيش وعلى رأسهم أبو غزالة بصفته رئيساً للأركان كانوا من المفروض أن يطيروا مع وزير الدفاع أحمد بدوي في زيارات ميدانية لوحدات الجيش في الصحراء الغربية إلا أن أبو غزالة تخلف في آخر لحظة بناءاً على أوامر من النائب حسنى مبارك
... وهكذا أصبح أبو غزالة وزيراً للدفاع
وقائداً عاماً للقوات المسلحة بعد أن كان منذ 4 سنوات فقط مجرد عميد ومدير لفرع المدفعية بالجيش الثاني ،
لقد قام مبارك بتصعيد أبو غزالة بقوة وسرعة تثير الشك والريبة متخطياً المئات في السلم القيادي ممن هم أقدم وأكفأ وأحق من أبو غزالة بهذه المناصب ،
كما أن هذا التصعيد المريب والأهداف المرجوة منه تؤكد بأن مبارك كان وراء اغتيال الفريق / أحمد بدوي ومن كانوا معه على متن الطائرة.
وكوزير للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة عكف أبو غزالة على الإعداد للعرض العسكري الذي يجرى كل عام في 6 أكتوبر للاحتفال بنصر أكتوبر.
كان الموقف السياسي في مصر متأزم ومتوتر للغاية ويتجه في طريقه إلى الكارثة ،
كانت السعودية قد أعلنت الجهاد بعد توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل في مارس من عام 1979.
وقد ألقت العائلة المتطرفة الوهابية المالكة في السعودية التي تعارض السلام مع اليهود كمبدأ ثابت كل ثقلها المادي والسياسي وراء خطة تهدف إلى تحطيم السلام بين مصر وإسرائيل وإلى معاقبة السادات ليكون عبرة لأي حاكم عربي أو مسلم يفكر في المستقبل في عقد معاهدة صلح مع إسرائيل ،
كان ولى العهد السعودي فهد في زيارة له للولايات المتحدة عام 1980قد طلب من شتراوس / وزيرخارجية أمريكا التخلص من السادات كشرط لإقدام السعودية على إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل وبدوره كان النائب / حسني مبارك يتصل بالأمريكان والإسرائيليين
من وراء ظهر السادات حيث كان يؤكد لهم أن السادات لم يكن جاداً في مسعاه نحو السلام وأن كل هدفه كان الحصول على سيناء ثم ينقلب على إسرائيل ويلغى معاهدة السلام معها.
يذكر أن النائب / حسنى مبارك كان قد عاد إلى القاهرة من زيارة له لواشنطن يوم 4 أكتوبر عام 1981 حيث استقبل هناك كرئيس للجمهورية ،
لقد قالت جيهان السادات أن السادات قال لها أنه شعر من زيارته الأخيرة لواشنطن في سبتمبر من عام 1981
بأن الأمريكان يريدون التخلص منه ،
و الحكومة السعودية التي أصبح لها باع ونفوذ كبيرين في مصر اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ودينياً بعد وفاة عبد الناصر - إستغلت تأثيرها واتصالاتها مع الجماعات الدينية والمؤسسة الصحفية ومع السياسيين والمسئولين في مصر الذين كانوا يقبضون بسخاء منها لشحن وتأليب الرأي العام في مصر ضد السلام وضد السادات نفسه بهدف زعزعة حكمه وقلب نظامه ،
في ذات الوقت كانت السعودية تقف وراء تكوين جبهة الصمود والتصدي أو ما يسمى بجبهة الرفض والتي كان أهم أهدافها محاربة السلام و إسقاط السادات ،
كما وقفت السعودية وراء قرار طرد مصر من جامعة الدول العربية.
لقد أصبح السادات معزولاً تماماً عربياً وإسلامياً بعد أن عبأت السعودية الرأي العام في العالم الإسلامي والعربي ضد السلام وضد السادات شخصياً ،
في يوليو من عام 1981 أعلن ولى العهد / الأمير فهد عن مبادرة سلام جديدة لتكون بديلاً عن السلام المصري الإسرائيلي إلا أن كل من مصر وإسرائيل رفضت المبادرة السعودية ،
لقد شعر السعوديون بأن عليهم أن يفعلوا شيئاً ما بسرعة قبل أن تغرى دول عربية أخرى لعقد صلح منفرد مع إسرائيل كذلك كان السعوديون يخشون قيام السادات بزعزعة حكمهم مستغلاً علاقاته الممتازة مع كل من إسرائيل وأمريكا ،
ولتخليص العرب والمسلمين بسرعة من "الكافر الخائن السادات" بدأت الجماعات الإسلامية في مصر الموالية للسعودية مثل الأخوان المسلمون والجهاد والجماعة الإسلامية والتي تعرف في مصر بالطابور الخامس السعودي .. بدأت تعد العدة للتحرك ضد السادات بعد أن أصدرت فتاوى تحل دمه لأنه "عقد صلح مع أعداء الله".
ويجدر الإشارة هنا أن السعودية حاولت قتل عبد الناصر عدة مرات في الفترة مابين أواخر الخمسينات وبداية الستينات و كانت معظم المحاولات تستخدم فيها عناصر من الأخوان المسلمين وضباط متدينين من الجيش أشهرهم الرائد
عصام خليل الذي دفع له الملك سعود شخصياً مليون جنيه لكي يقتل عبد الناصر إلا أن عصام خليل سلم نفسه والنقود لناصر فعينه ناصر مسئولاً عن مشروع الصواريخ نكاية بالسعوديين
لذلك زادت حالة التوتر التي انتابت السادات وقام بناء على نصيحة نائبه حسني مبارك بإلقاء القبض على القيادات الدينية في مصر بما فيها القبطية وعلى رموز المعارضة ،
وهذا الإجراء لم يقلل من الخطر والتهديد لحياة السادات
.. كان وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل قد قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى في الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الإسلامية لاغتيال السادات في المنصة ،
كما قال النبوي إسماعيل بأنه كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الإسلامية تخطط لاغتيال السادات
في أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر والسؤال هو لماذا لم يقبض أيضاً على هؤلاء الذين تم تصويرهم وتتبعهم وهم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية؟
في هذه الأيام المتوترة التي زادت فيها حدة الشك والريبة في الكل كيف يمكن لأحد لأن يقترب من السادات بدرجة كافية لقتله ،
في أثناء العرض العسكري يقوم بحماية السادات عدد كبير من الحراس المدربين أعلى تدريب في الولايات المتحدة وذلك
في نطاق المحيط الأول للسادات الذي يبلغ نصف قطرة 15 متر ولا يمكن اختراقه ، وفي المحيط الثاني الخارجي يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس
الجمهوري ، وفي المحيط الثالث قوات الأمن المركزي التي توفر الحماية لموكب الرئيس وتأمين الطرقات والأسطح
، وفي المحيط الرابع تتولى قوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية عمليات التأمين والحماية.
وبالرغم من أن التأمين والحماية للسادات كانا صارمين ومكررين إلا أن الجناة تمكنوا مع ذلك من الاقتراب من السادات لمسافة تقل عن 15 متر وقتله.
كان مبارك قد تمكن بحلول 6 أغسطس 1981 من وضع رجاله في معظم الوظائف الحساسة والهامة بالدولة تقريباً ومنهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير المخابرات العامة ومدير مباحث أمن الدولة ومدير المخابرات الحربية وغيرهم.
تمكن الجناة من الاشتراك في العرض العسكري بالرغم أن معظمهم لم يكونوا أفراداً في القوات المسلحة ،
كانت أجهزة الأمن قد منعت الملازم أول خالد الاسلامبولى من الاشتراك في الاستعراض العسكري في الثلاث سنوات السابقة لأسباب أمنية تتعلق بالأمن والمتمثلة في وجود شقيقه الأكبر في المعتقل لأنه عضو في الجماعة الإسلامية ،
وحتى لو فرض أن باستطاعتهم الاشتراك في الاستعراض فكيف سيتمكنون من المرور خلال نقاط التفتيش العشرة المقامة في الطريق المؤدى للاستعراض وهم يحملون ذخيرة حية وقنابل وأبر ضرب النار؟ وكيف لهم أن يتغلبوا
على 150 فرد من حراس السادات الذين يعزلون تماماً دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر؟ وحيث أن الجناة قد تمكنوا فعلا من اجتياز كل هذه الدفاعات التي لا يمكن اختراقها بسهولة فان ذلك يؤكد بأنهم حصلوا على مساعدة من شركاء لهم في أعلى المناصب بالدولة ،
ويمكن لنا أن نعرف شركاء الجناة المهمين بدراسة طبيعة المساعدات التي وفروها لهم لضمان اختراق الدفاعات المنيعة وقتل السادات:
أولاً : قررت المخابرات الحربية فجأة في منتصف أغسطس رفع إسم الملازم أول / خالد الاسلامبولي من قوائم الممنوعين من الاشتراك في الاستعراض العسكري لأسباب أمنية
، لقد صدر قرار من مدير المخابرات الحربية باشتراك الاسلامبولى في الاستعراض ومهمة خالد في الاستعراض كضابط في اللواء 333 مدفعية وكما تعود أن ينفذها قبل حرمانه من الاشتراك في الاستعراض قبل 3 سنوات
... هي الجلوس في كابينة شاحنة تجر مدفع ميداني بينما يجلس في صندوق الشاحنة 4 جنود من ذات اللواء.
ثانياً بعد رفع إسم الاسلامبولى من قائمة الممنوعين قامت بعض العناصر التابعة للجماعة الإسلامية بالاتصال بالاسلامبولى لتبلغه بأنه قد وقع عليه الاختيار لتنفيذ "عملية استشهادية"
قامت هذه العناصر بتقديم 4 رجال للاسلامبولى على أنهم من
سيعاونوه في إتمام المهمة الموكلة له
والشركاء الأربعة أتموا الخدمة العسكرية كما أن أحدهم وهو حسين على كان قناصاً بالجيش وبطل الرماية به ،
الخطة كانت تتطلب أن يقوم الاسلامبولى بوضع شركاءه الجدد في صندوق الشاحنة بدلاً من الجنود الأصليين في يوم الاستعراض
ثالثاً
كان الجناة الأربعة يقومون بالفعل بالتدريب في الصحراء على اغتيال السادات في المنصة ،
والغريب أن هذه التدريبات كانت تتم تحت إشراف وحماية أجهزة الأمن بدليل ما أقر به النبوي إسماعيل بأن أجهزة الأمن كان لديها شريط فيديو يصور هذه التدريبات
رابعاً
قبل الاستعراض بثلاثة أيام صرف الاسلامبولى الجنود الأربعة الذين كانوا من المفروض أن يشتركوا معه في الاستعراض بأن أعطى كل منهم أجازة لمدة 4 أيام ثم أدخل الجناة الأربعة الوحدة منتحلين صفة الجنود الأربعة الأصليين و ظلوا هناك حتى يوم الاستعراض حيث اشتركوا في التدريبات النهائية للاستعراض.
خامساً كانت الذخيرة الحية وأبر ضرب النار تنزع من الأسلحة التي كانت تصرف للمشاركين في الاستعراض ،
وكاجراء أمنى إضافي تم إقامة 10 نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية على طول الطريق المؤدي للاستعراض للتأكد من عدم وجود أبر ضرب النار وذخيرة حية ،
وبالرغم أن الشاحنة التابعة للجناة كانت محملة بالقنابل والذخيرة الحية وأبر ضرب النار إلا أن الشاحنة تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش.
سادساً
المقدم / ممدوح أبو جبل الذي أمد الإسلامبولى ورفاقه بإبر ضرب النار والذخيرة والقنابل تبين بأنه ضابط بالمخابرات الحربية أي أن المخابرات هي التي أمدت الإسلامبولى بالأسلحة لقتل السادات ولهذا لم يحاكم أبو جبل وتوارى عن الأنظار.
سابعاً
:
بالنظر إلى الوضع الأمني المتردي في
البلاد في ذلك الوقت فقد تقرر أن يرتدي كل من السادات ومبارك وأبو غزالة الدرع الواقي من الرصاص تحت زيهم العسكري الذى كان السادات قد صممه بنفسه على الطراز النازي ،
فضلاً عن ذلك فإن حراس السادات البالغ عددهم 150 فرداً جعلوا من المستحيل على أي قاتل محتمل أن يقترب من السادات حتى محيط دائرة نصف قطرها 30 متر دون أن يقتل أو يقبض عليه ،
كما أن سور المنصة يوفر للسادات حماية ممتازة في حالة ما إذا تم إطلاق النار عليه فإذا انبطح السادات خلف هذا السور فلا يمكن للجناة الذين يقفون على
الناحية الأخرى من السور إصابة السادات لأن ارتفاع السور 180 سم وعرضه 80 سم والأهم من ذلك كله كيف يضمن مبارك وأبو غزالة عدم إصابتهما وهما يجلسان على يمين ويسار السادات.
و للتغلب على كل هذه الصعاب حدث ما يلي
أولاً : تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق ،
لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة وليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف.
ثانياً
بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى إلا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة ولم يعرف المشاهدون أين ينظرون ولكن صريخ وضجيج الطائرات جذب انتباه الحضور إلى أعلى وذلك في نفس الوقت الذي قفز فيه الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات
، لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية.
ثالثاً
طلب كل من مبارك وأبو غزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذي نزل لتوه من شاحنة المدفعية وبينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 أشياء في ذات الوقت وهي
أ-
الضابط الذي كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعاً إلى الشاحنة ليحضر بندقيته الآلية و قنابل يدوية.
ب-
قام القناص وبطل الرماية الجالس في صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفته مسبقاً أن السادات يرتدى الدرع الواقي
ج- كل من مبارك وأبو غزالة انبطح أرضاً بسرعة وزحفا بعيداُ عن السادات الذي كان قد سقط لتوه على الأرض.
و بمناظرة صورة جثمان السادات التي أحتفظ بها سراً فترة تناهز 22 عاماً وتم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التي إنقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على ظهره بعد الطلقات الأولى التي أصابته في رقبته وصدره الأمر الذي يثبته وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنه والتي أطلقها عليه خالد الاسلامبولى أثناء وقوفه على المقعد الذي وضع خلف سور المنصة أمام السادات ،
ولكن ماذا عن آثار الطلقات الموجودة على جانبي
السادات وهي آثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجوداً مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار 7.62 مم.
إن وجود مثل هذه الأدلة يفسر سر إخفاء صورة جثمان السادات ومعلومات أخرى طوال هذه الفترة إذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبي السادات يؤكد أن مبارك وأبو غزالة أطلقا النار على السادات من مسدس صغير كان كل منهما يخفيه في طيات ملابسه أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهما وذلك للتأكد من موته.
د-
لقد ترك أحدهم مقعد في الجانب الآخر من سور المنصة المواجه للسادات والذي وقف عليه خالد الاسلامبولى ومكنه من توجيه دفعة من بندقيته الآلية أصابت السادات في بطنه.
ه-
بالرغم أن الجناة بدوا وكأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع إلا أنهم طالبوا كل من مبارك وأبو غزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم إذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك: "أنا مش عايزك .. إحنا عايزين فرعون"
وقال خالد الاسلامبولى لأبو غزالة وهو يشيح له بيده: "إبعد"
ألا يبدو ذلك التصرف غريباً على الجماعات الإسلامية التي تكفر ليس فقط الحاكم المسلم الذي
لا يطبق الشريعة الإسلامية و لكن أيضاً رموز نظامه الذين يتعين قتلهم أيضاً ، وإذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 آخرين؟
وعن الحيل الخداعية الأخرى التي إستخدمت في الاستعراض فقد تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض ب 10 دقائق و 15 دقيقة و 20 دقيقة تباعاً وعندما توقفت الشاحنة التي تحمل الجناة أمام المنصة إفترض الذين لم يكونوا ينظرون إلى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هي الأخرى.
لو لم يكن مبارك متورطاً في مؤامرة إغتيال السادات لكان قد إتخذ على الأقل الحد الأدنى من الإجراءات الواجب إتخاذها في
مثل هذه المواقف مثل
أولاً : إقالة ومحاكمة محمد عبد الحليم أبو غزالة لأنه المسئول كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكري.
ثانياً : تشكيل لجنة محايدة ومستقلة لتجرى تحقيقات شاملة في مؤامرة قتل رئيس الجمهورية.
مبارك فعل العكس تماماً
... لقد قام بترقية أبو غزالة لرتبة المشير ولنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافئه على مقتل السادات ،
أفرج مبارك عن مرشد الأخوان وزعماء الجماعات الدينية والإسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاته بشهر
بنصيحة من نائبه وكأنه يكافئهم على قتل السادات ،
منع مبارك أي تحقيقات مستقلة
كما أنه حجب معلومات هامة
في قضية قتل السادات وأخفي أو دمر أدلة ومستندات مؤثرة فيها ، ومن أهم الأدلة
والإثباتات التي أخفاها أو دمرها مبارك هو الفيلم الذي صوره التليفزيون المصري للاستعراض والذي يبين كل من مبارك وأبو غزالة وهما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط (خالد الاسلامبولى) الذي نزل من الشاحنة ويتقدم نحو المنصة كما أنه يصور السادات وهو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك وأبو غزالة خلف سور المنصة.
هذا ويوجد دليل آخر لا يقل أهمية وهو الفيديو الخاص بالتدريبات التي كان ينفذها في الصحراء 4 من قتلة السادات وآخرين وهي تدريبات على قتل السادات في المنصة والتي جرت قبل حوالي شهر من الاستعراض العسكري ،
كان وزير الداخلية في ذلك
الوقت النبوي إسماعيل قد قال في عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث كما أفاد النبوي إسماعيل أن
أربعة من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات.
إن من وضع خطة إغتيال السادات لابد وأن كان مخطط عسكري متمكن لأنه أعد ونفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة أستخدم فيها القوات الجوية والأرضية مع القوات الخاصة ،
لم يترك هذا المخطط شيئاً للمصادفة أو الخطأ بل إنه أخذ في اعتباره أدق التفاصيل وتأكد من تفهم كل مشارك لدوره والتدريب عليه على أكمل وجه ،
ولابد أنهم قد إستخدموا في تدريباتهم
في الصحراء ماكيت للمنصة ،
ولم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الإجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات ،
لذلك فإن أول شيء فعلته الشرطة وسلطات الأمن فور توقف إطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة
وإعدام الأفلام من المصورين ومندوبي وكالات الأنباء.
ومعنى ذلك أن عملية إخفاء وتدمير الأدلة في هذه القضية بدأت مبكراً ومما ساهم في نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة ،
إن الصوت المرعب المرعد المصد للآذان الذي أحدثه تشكيل
كبير من الطائرات الميراج الذي ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جداً أصاب كل الموجودين بالفزع والرهبة وأجبرهم بما فيهم المصورين والصحفيين ومندوبي وكالات الأنباء على النظر إلى أعلى ،
إلا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات وهي الكاميرا التابعة للتليفزيون المصري
- هناك أوامر ثابتة في المناسبات القومية التي يحضرها الرئيس وهي أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط له كل شيء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التي لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنه -
في يوم الاستعراض إلتقطت كاميرا الرئيس كل شيء بما في ذلك نهوض السادات من مقعده وسقوط كل من مبارك وأبو غزالة من مقعده
.
و بالرغم أن هذا الفيلم مفقود إلا أن الكثيرين شاهدوه ، والواقع أنه يوجد ما يكفي من أدلة في هذه القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد مبارك وأبو غزالة وعشرات من المشتركين معهم في ارتكاب جريمة القرن العشرين في مصر.
لقد إعترف مبارك ضمناً بقتل السادات في عام 1984 في معرض رده على سؤال في مؤتمر صحفي محلى عن سبب عدم تعيينه لنائب لرئيس الجمهورية عندما قال بالحرف الواحد: "والله أنا ما ورثتهاش عشان أورثها".
ومعنى هذا الكلام أن مبارك أصبح رئيساً للجمهورية لأنه إنتزع الحكم من السادات بالقوة وليس بتنازل السادات مثلاً له عن الحكم أو باعتلاءه سدة الحكم نتيجة موت السادات ميتة طبيعية وليست بالقتل.
بالرغم من أنه يوجد مئات الأسئلة التي ليس لها إجابة حتى الآن إلا أننا نسأل هذين السؤالين:
لماذا ذهب مبارك إلى منزله للاغتسال وتغيير ملابسه
أثناء نقل السادات إلى المستشفي؟
هل فعل ذلك للتخلص من المسدس الذي أطلق منه عيارات في جانب السادات أثناء الهرج والمرج؟
إذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم تقبض عليهم؟
أنور السادات كان زعيماً عالمياً كبيراً ولذا لا يجوز أن يمر حادث إغتياله دون تحقيق أو عقاب